الدليل الأول :
قال الله تعالى : {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } الشرح4
وهذا الأمر قد تحقق …. وكما يعلم الجميع فإن محمدا صلى الله عليه وسلم أكثر البشر ذِكرا على سطح الكرة الأرضية … فلا يوجد من يُذكر أكثر منه …. الآذان مستمر على مدار الساعة على سطح الأرض ….. فما أن ينتهي الأذان في مكان إلا ويبدأ في المكان الذي يليه وهكذا إلى أن يعود إلى نفس النقطة مرة أخرى …. لذلك فإن جملة أشهد أن محمد رسول الله تتردد بصوت عالٍ مرتفع على مدار الساعة في كل أنحاء الدنيا …. هذا غير الصلاة المستمرة من المسلمين على محمد صلى الله عليه وسلم في صلواتهم ومجالسهم وجميع أحوالهم …. وقراءتهم للقرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى عليه وكذلك قراءتهم لأحاديثه وسيرته وحرصهم على إتبُّاع سنته وغير ذلك مما لا يُحصى ….
الدليل الثاني :
قصة أبولهب عم الرسول صلى الله عليه وسلم والذي نزلت فيه سورة في القرآن الكريم اسمها سورة المسد …. وفيها يُخبر الله تعالى أن ابالهب وزوجته هم من أهل النار … وقد تحقق هذا الأمر ومات أبولهب على الكفر رغم أن بين نزول سورة المسد وموت أبولهب أكثر من عشر سنوات …. فكيف علم محمد صلى الله عليه وسلم أن أبالهب سيموت كافرا ولن يدخل في الإسلام ؟؟ …. رغم أن عددا كبيرا من أعداءه صلى الله عليه وسلم قد دخلوا في الإسلام مثل أبوسفيان رضي الله عنه الذي كان قائد المشركين في معركة أحد ومعركة الخندق … ومع ذلك دخل في الإسلام …. فكيف علِم النبي صلى الله عليه وسلم ان عمه أبالهب بالذات لن يدخل في الإسلام ؟؟ …. هذا دليل واضح على أن القرآن هو من عند علام الغيوب سبحانه وتعالى وليس من عند البشر … فهذا النوع من العلم المستقبلي لا يمكن لبشر معرفته ….
الدليل الثالث :
قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }المائدة67
قبل نزول هذه الآية الكريمة كان بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم يتطوعون لحراسة النبي صلى الله عليه وسلم … ولكن بعد نزول قوله تعالى وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ … قال صلى الله عليه وسلم للصحابة رضي الله تعالى عنهم ”انصرفوا فقد عصمني الله” رواه الحاكم …. الان لو كان النبي صلى الله عليه وسلم مُدعيا للنبوة هل كان سيخاطر هذه المخاطرة بالمشي دون حراسة وقد كثُر أعداءه المتربصين به من العرب والعجم في الجزيرة العربية وخارجها … فقد كان المشركون في مكة يريدون قتله وكذلك اليهود في المدينة والمجوس في بلاد فارس والروم في الشام وكذلك المنافقين وكثير من الأعراب في الجزيرة كلهم يريدون أن ينالوا من النبي صلى الله عليه وسلم لتنتهي الدعوة الإسلامية للأبد …. فهل سيكون صلى الله عليه وسلم بهذه الثقة المطلقة بحفظ الله تعالى له لو لم يكن متصلا بالوحي ؟؟ …. وقد قال أحد الذين اعتنقوا الإسلام أن هذه الآية كانت سببا في إسلامه …. لأن الكاذب يخدع كل الناس ولكن لا يخدع نفسه … فلو لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم واثقا من حفظ الله تعالى له لما خاطر هذه المخاطرة الرهيبة .
الدليل الرابع :
الثقة العجيبة التي أظهرها النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء …. عندما وصل المشركون إلى فتحة الغار وكادوا أن يروا النبي صلى الله عليه وسلم وابوبكر الصديق رضي الله تعالى عنه …. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ….. يقول أبوبكر رضي الله تعالى عنه : نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم علي رؤوسنا فقلت: يا رسول الله لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا. فقال: (( ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما)) رواه البخاري ومسلم …. قال الدكتور غاري ميلر وهو مُنصِّر سابق إعتنق الإسلام … يقول في كتابه القرآن المُذهل : لو كنت في موقف الرسول صلى الله عليه وسلم وهو وأبو بكر مُحاصران في الغار، بحيث لو نظر أحد المشركين تحت قدميه لرآهما. ألن يكون الرد الطبيعي على خوف أبي بكر: هو من مثل ” دعنا نبحث عن مخرج خلفي ” ، أو ” أصمت تماماً كي لا يسمعك أحد ” ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال بهدوء: ” لا تحزن إن الله معنا ” ، ” الله معنا ولن يضيعنا ” . هل هذه عقلية مُدُّعي كاذب ، أم عقلية نبي ورسول يثق بعناية الله تعالى له ؟!
الدليل الخامس :
الإنسان بطبعه هو إبن بيئته ومجتمعه وثقافته وما يراه حوله …. لذلك المفروض أن نرى النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم عن ما يراه ويسمعه حوله من الإرث الجاهلي الضخم من الأشعار والحروب والقصص التي لا تحصى في الجاهلية …
لم يذكر القرآن شيئا منها !!
أين حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه في القرآن ؟
لماذا لم يذكر شيئا عن مكان ولادته ولا عن طفولته ولا عن مراهقته ولا عن شبابه ولا عن ما حدث له في الأربعين سنة التي سبقت نزول الوحي !
هل هذا شيء طبيعي ؟
إذا كان القرآن الكريم من صنع محمد صلى الله عليه وسلم فلماذا لم يذكر فيه أعز أصحابه من أمثال أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ولو مرة واحدة بالإسم ؟
ابوبكر الصديق هو صاحب النبي صلى الله عليه وسلم من قبل الإسلام
ومع ذلك لم يذكره بالإسم في القرآن ولا مرة واحدة !!
أين ذكر السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها التي وقفت معه في أشد الأوقات صعوبة وتحملت في سبيل ذلك الأذى والحصار والجوع ؟
لماذا لم يذكرها ولا مرة واحدة لو كان هو مؤلف القرآن ؟!
أين ذكر بناته رضي الله تعالى عنهن ؟
لماذا لم يذكر أيا منهن أبدا ؟
أين ذكر والدته صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب ؟
لم يُشر لها بأي إشارة !
بل العجيب أن هناك سورة كاملة بإسم مريم عليها السلام والدة عيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام !!
عجيب فعلا أن تجد كتابا يقول المشككون أنه من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم ثم لا تجد فيه سورة آمنة أو سورة خديجة أو سورة عائشة أو سورة فاطمة
ولكن تجد سورة مريم !
لو كان محمد صلى الله عليه وسلم هو مؤلف القرآن الكريم …. أليس من المنطقي أن يقوم بتجاهل ذكر أقرب الأنبياء زمنيا إليه – عيسى عليه الصلاة والسلام – حتى ينساه الناس ؟
عيسى عليه السلام ذُكر في القرآن 25 مرة
ومحمد صلى الله عليه وسلم لم يُذكر سوى خمس مرات !! … اربع مرات محمد ومرة واحدة أحمد
يقوالدكتور غاري ميلر مؤلف كتاب ” القرآن المذهل ” :
” عندما قرأت القرآن لأول مرة كنت أتوقع أن أجد كلاما عن الصحراء وعن العادات والتقاليد المحلية في تلك البيئة الصحراوية البسيطة … كنت أتوقع أن أقرأ عن بعض الأحداث العصيبة التي مرت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها أو وفاة بناته وأولاده…… لكنه لم أجد شيئا من ذلك ……
بل الذي جعلني في حيرة من أمري أني وجدت أن هناك سورة كاملة في القرآن تُسمى سورة مريم وفيها تكريم لمريم عليها السلام لا يوجد له مثيل في كتب النصارى ولا في أناجيلهم !!
وفي نفس الوقت لم أجد سورة عائشة أو سورة فاطمة !
وكذلك وجدت أن عيسى عليه السلام ذُكر بالاسم 25 مرة في القرآن في حين أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يذكر إلا 5 مرات فقط فزادت حيرتي !! “
إنتهى كلام ميلر
ونُضيف أيضا أن موسى عليه الصلاة والسلام يُذكر في القرآن أكثر من 130 مرة !!
بالله عليكم أيها المتشككون ما شأن رجل يعيش في صحراء مكة بموسى المصري الذي عاش قبله بألفي عام ليذكره 130 مرة ؟!
كان يكفي محمدا عليه الصلاة والسلام أن يذكرموسى مرة أو مرتين ثم يترك باقي القرآن للحديث عن نفسه وأهله وأصحابه وتاريخ مكة وتراثها وعن شعراء الجاهلية العباقرة ومُعلقاتهم من أمثال إمروء القيس وعنترة
تلك الأشعار كانت مُعظمة عند أهل الجاهلية حتى أطلقوا عليها اسم المُعلقات لتعلق قلوب أهل الجاهلية بها
مع ذلك لم يُشر لها القرآن الكريم بأي إشارة !
طبيعة النفس البشرية هي أن تتحدث عن ما تراه وتسمعه
ولكن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم مُخالف لما رآه وسمعه !
وهذا دليل على أن القرآن الكريم هو من عند الله سبحانه وتعالى وليس من عند محمد صلى الله عليه وسلم …
الدليل السادس :
لكل إنسان أسلوب مميز في الكلام والكتابة
يعني لو أنك تقرأ لكاتب مُعين بشكل مُستمر فسوف تميز إسلوب كتابته لو وقعت عيناك على كلامه بدون ان تعرف أنه هو الكاتب
الان النبي صلى الله عليه وسلم جاءنا بشيء فريد وهو إستخدامه لثلاثة أساليب كلامية وكل أسلوب له طابع يتميز أدبيا وبلاغيا عن الإسلوب الآخر !
1- القرآن
2- الحديث القدسي
3- الحديث النبوي
هل يوجد إنسان يستطيع صياغة كلامه بثلاثة أساليب أدبية وكل أسلوب يتميز عن الآخر ؟
العجيب أن محمدًا صلى الله عليه وسلم لم يُعرف بالشعر ولا بالبلاغة ولا بالخطابة !
تأمل الأساليب الثلاثة بشكل متتابع :
القرآن :
اقتربت الساعة وانشق القمر (1) وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر (2) وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر (3) ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر (4) حكمة بالغة فما تغن النذر (5) فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر (6) خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر (7) مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر (8) – سورة القمر
الحديث القدسي :
يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي , وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا , يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم , ياعبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم , يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم , يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم , يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني, يا عبادي , لو أن أولكم و آخركم, وإنكسم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً , يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً , يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنكسم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر , يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه – رواه مسلم
الحديث النبوي :
ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا – رواه الترمذي
الان هل يوجد شخص أميّ لم يُعرف طوال حياته بالشعر ولا بالخطابة ولا بالبلاغة أن يأتي فجأة بثلاثة أساليب كلامية بلاغية تتميز عن بعضها البعض ؟!
والأعجب ان فطاحلة اللسان العربي في عصره صلى الله عليه وسلم لم يستطيعوا أن يأتوا بشيء مشابه ولا قريب مما أتى به عليه الصلاة والسلام !
هذا دليل على أن ما أتى به صلى الله عليه وسلم ليس من عنده بل من عند الله سبحانه وتعالى …
الدليل السابع :
كيف علِم النبي صلى الله عليه وسلم أن زمزم لا تجف إلى يوم القيامة ؟
ورد في ماء زمزم :
” لا تنزف أبداً ولا تُذم ” رواه الدار قطني
لا تنزف أي لا تجف
وقد رأى العالم بأسره هذا الكلام واقعا لا يجادل فيه أحد
زمزم هو مجرد بئر صغيرة بجانب الكعبة يشبه تلك الأبار الصغيرة التي توجد في القرى والهِجر
ومعروف أن أي بئر من هذا النوع فإن عمرها لن يتجاوز في أكثر الأحوال 100 عاما لو كان عدد من يستهلكه لا يزيد عن عدد سكان قرية صغيرة
لكن زمزم فأمرها عجب !
1400 سنة من الإستهلاك المتواصل على مدار الساعة ولا زالت تنضح الماء بدون أي إنقطاع !
وعاما بعد عام يزيد الإستهلاك ولكن لم تتوقف
بل أصبحوا يُعبئونها في عبوات ويصدرونها للدول الأخرى !
كيف عرف النبي صلى الله عليه وسلم أن تلك البئر الصغيرة بجانب الكعبة ستبقى متدفقة ويشرب منها عشرات المليارت من البشر على مدى 1400 سنة بدون أن تجف ؟!
هذا النوع من الآبار لا يمكن أن يصمد (( ساعة واحدة )) في ظل الإستهلاك الحالي الهائل
لكن زمزم يشرب منها الملايين يوميا ولم يتغير فيها شيء !
في مكة وفي ضواحيها كلها الآن آبار جافة ولا يوجد إلا الابار الحديثة التي بها ماء ….
وحتى الابار الحديثة تجف من فترة إلى اخرى رغم أن كمية الاستهلاك منها بسيطة جدا مقارنة ببئر زمزم ولا يكون فيها ماء إلا حين هطول الامطار ….
اما داخل مكة فالمياة الجوفية لاتستفيد من مياه الأمطار بسبب البناء وتوسع العمران وانغلاق الاوديه ….
والعجيب أن أي بئر موجودة الآن في المنطقة مخزونها لا يفي ولو بنسبة ضئيلة ممّا يؤخذ ويُسحب من بئر زمزم يوميا …. حيث كانت اقل كمية تُضخ تساوي 8000 لتر في الدقيقه بواسطة عدد من المضخات المركزية هذا بالإضافة إلى أكثر من 400 الف متر مكعب من مياه زمزم يذهب في صهاريج إلى المدينة المنورة !! …. وأيضا خمسة ملايين لتر يوميا لمشروع سُقيا والذي يعبأ منه مبدئيا 200 الف عبوة يوميا !!
هذا غير الإستهلاك الهائل من زوار المسجد الحرام !
فأي بئر طبيعية يمكن ان تصل طاقتها الانتاجية الى هذه الارقام ؟
” لا تنزف أبداً ولا تذم ” رواه الدار قطني
هذا دليل أن الله سبحانه وتعالى الذي يعلم الغيب هو من أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخبر الذي لا يمكن أن يتنبأ به بشر من تلقاء نفسه …….