الأصل أن
الثروة الحقيقية وأثمن ما يمتلكه الإنسان هو العمر الذى ينقسم إلى وحدات زمنيه من سنوات وشهور وأيام وساعات ودقائق وثوانى وهو الرصيد الوحيد غير القابل للزيادة وما ينقص منه لا يمكن تعويضه..
وما يتحقق من مال أو ثروة مهما كان قدرها هى ناتج الوقت المبذول فيها وبالتالى وكما يقول المثل الأمريكى
Time means money
أى أن الوقت يعنى فلوس!! وبالتالى فإن اثمن وأغلى وأهم ما يمكن أن تتعرض لسرقته هو جزء من عمرك سواء كان يوما أو ساعة أو أكثر أو أقل.. وللأسف ومن قبل أن يهل علينا شهر رمضان المبارك ولصوص هذا الشهر بدأوا فى الظهور والإعلان عن أنفسهم بديلا عن الشياطين التى تصفد فى أول ليلة من رمضان.
لصوص رمضان هم هؤلاء الذين يسرقون منك كل بركات ونفحات الرحمة فى هذا الشهر الكريم.. يسرقون وقتك ببرامج ومسلسلات رمضانية وحوارات معظمها أن لم يكن كلها لا يدرك أننا أمام شهر للعبادة.. وتكون النتيجة أن تخطف ركعات الصلاة خطفا وبسرعة حتى تلحق بالبرنامج المثير مثل ذلك البرنامج الذى يفخر التنويه عنه برامج أخرى تتردد فى البروموهات الخاصة بها ألفاظ الدعارة والزواج العرفى والعلاقات الجنسية وغيرها وتضطر إلى النوم حتى العصر لأنك يا حرام تحاول طوال الليل أن تلاحق أكثر من 200 مسلسل على مختلف القنوات الفضائية وتسأل عما فاتك من حلقات وأين يمكن متابعتها فى الإعادة وتكون النتيجة أن تنام بالنهار بعد سهر الليل ليس فى العبادة ولكن فى ملاحقة المسلسلات الرمضانية أو ساهرا فى الخيمة الرمضانية مع أنفاس الشيشة فى انتظار فقرة السحور الراقص وتمر أيام رمضان يوما بعد الآخر دون أن نشعر ثم نتحسر فى آخر أيام الشهر الكريم ونردد جميعا جملة مأثورة " لقد انتهت أيام شهر رمضان بسرعة " أو كما تقول الأغنية " تم البدر بدرى والأيام بتجرى.. والله لسه بدرى يا شهر الصيام "! والحقيقة أن كل أيام العمر تمضى وتنتهى بنفس السرعة دون أن ننتبه لها.. وربما نلاحظ أيام شهر رمضان وندرك سرعة جريانها لأننا نترقب أول أيام الشهر ببيان لفضيلة المفتى كما نترقب آخر أيامه ببيان آخر من فضيلته ومن هنا فقط ندرك أن الشهر مر سريعا والحقيقة أن كل الشهور تمضى سريعا ويمضى معها العمر كله ولا ننتبه – كالعادة – إلا بعد فوات الأوان.
ومن هنا علينا أن نحذر من لصوص رمضان الذين يسرقون أثمن وأغلى ما نملكه وهو العمر!!
m