إن المتتبع لقصة - يوسف عليه السلام- مع أخوته ، يتضح له أن الغيرة الناتجة عن زيادة حب يعقوب لولده يوسف -عليهما السلام- كانت دافعًا قويًا لأشقائه في التفكير في قتله والتخلص منه، فالغيرة مشكلة لا يستهان بها.
وتعتبر الغيرة من المشاكل الطبيعية بالنسبة للطفل، وقد يكون لها أثر إيجابي في دفعه لكي يكون أفضل وأحسن مما هو عليه، لكنها في بعض الأحيان تخرج عن حد الاعتدال...
ومن مظاهر الغيرة: (الغضب) بمظاهره المختلفة من ضرب أو سب أو تخريب أو ثورة أو نقد وغير ذلك.
ومن مظاهرها كذلك الميل للصمت أو الانسحاب والانطواء أو فقد الشهية.
وقد ينعكس التأثير النفسي للغيرة على الصحة الجسمانية للطفل، فقد ينقص وزنه ويشعر بالتعب أو يصاب بالصداع.
مسببات الغيرة :
(1) التفريق في المعاملة بينه وبين أخوته.. لذلك نهى الرسول عن ذلك؛ كما روي عن أنس -رضى الله عنه- أن رجلا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء ابن له فقبله وأجلسه على فخذه، وجاءته بنت له فأجلسها بين يديه، فقال : (ألا سويت بينهم؟) ]البزار والهيثمى].
(2) المقارنة بين طفل وآخر، وتؤدى هذه المقارنة إلى خلق عقدة النقص وإضعاف الثقة في نفس الطفل لدرجة قد تصيبه بمشاعر الإحباط.
(3) الشعور بالنقص خاصة إذا ما كانت جوانب النقص هذه ترجع إلى عيوب جسمية أو عقلية.
العلاج:
إذا كانت مشاعر القلق والخوف وضعف الثقة بالنفس والتفريق في المعاملة من أهم العوامل التي تولد الإحساس بالغيرة لدى الطفل، فإن إزالة أسباب هذه المشاعر تعتبر من أولى الخطوات لعلاج الغيرة عند الطفل، ويصبح من الضروري إعادة أو زيادة الثقة في نفسه، وإسناد بعض المهام التي في استطاعته القيام بها، والثناء عليه عند النجاح فيها.
وعلى الأم والأب أن يكونا حكيمين في تربية الولد؛ وذلك باتباع أنجح الوسائل في إزالة ظاهرة الغيرة من نفسه..
فإذا كان مجيء وليد جديد في الأسرة يشعره بفقدان محبة أبويه وعطفهما، فعلى الأبوين أن يبذلا جهدهما في إشعاره أن هذه المحبة باقية ولن تزول، لأن تفضيل أحد أخوته عليه في معاملة أو عطاء يغيظه، ويولد في نفسه الغيرة.. فعلى الوالدين العدل والمساواة بين أبنائهم.[center]