علمت "العربية نت" من مصدر رسمي فرنسي أن ما يزعج الإسرائيليين "هو وجود أجهزة طرد مركزية طمرها الإيرانيون تحت الأرض، وسواء تم تشغيلها أم لا يبقى مجرد احتمال أن تصبح طهران قادرة على تشغيلها ساعة تشاء مقلقاً".
كما كشف عن اجتماع قد يعقد بين ممثلين عن إيران والدول الست الكبرى على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحددة منتصف الشهر الحالي وتجري مشاورات حالياً لتحديد مستوى تمثيل الأطراف المشاركة في الاجتماع.
يُذكر أنه قبل عام حضرت الأطراف المعنية ممثلة بالمديرين السياسيين، وحده الاتحاد الأوروبي تمثل بمستوى أرفع إذ حضرت وزيرة خارجيته كاترين أشتون.
وفي هذا السياق، يقول الإسرائيليون للدول التي تفاوض إيران "إن كل أسبوع يمر يجعل العمل العسكري ضد إيران أصعب من الأسبوع الذي سبقه".
أما المصدر الفرنسي فيلفت إلى ما قاله قبل أيام وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من أنه "يرفض بشكل قاطع أن تمتلك ايران قنبلة نووية، إلا أن تعرض الأخيرة لضربة إسرائيلية سيجعل الايرانيين في موقع الضحية وسينقلب بالتالي ضد إسرائيل".
كما يصف المصدر وزير الدفاع الاسرائيلي باراك بأنه "صانع القرار" في إسرائيل بشأن الضربة العسكرية ضد إيران، ويقر بأن التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية يظهر أن برنامج إيران النووي يتطور "بالمعنى العسكري للكلمة".
أما عن تأثير ما يجري في سوريا على المفاوضات بين إيران و"الستة الكبار" فيقول المتحدث: "إن طهران حاولت مراراً طرح الوضعين في سوريا والبحرين على جدول أعمال التفاوض "لكننا رفضنا"، وأكد أن الإيرانيين يبدون في هذه الأيام متوترين ويعبرون عن مواقف قاطعة وغير مرنة نتيجة ما يواجهه النظام السوري.
وينعكس توترهم هذا تصلباً على طاولة المفاوضات التي يغلب التشنج الايراني على أجوائها بفعل ما هو حاصل في سوريا.
يُذكر المسؤول الفرنسي المواكب منذ سنوات لمسار المفاوضات المتقطعة حول برنامج ايران النووي، أن العقوبات الغربية، والأوروبية تحديداً، زادت نسبتها هذا العام من 10% الى ما بين 60 و70%، ويكشف عن أن الأوروبيين يتجهون الى فرض عقوبات مالية أكبر وأخرى تستهدف صادرات النفط الإيرانية على نحو أوسع مما هو مطبق منذ مطلع تموز/يوليو الماضي.
عدم ثقة بادعاءات إيران
ومن جهة أخرى أعرب المسؤول أنه لا يثق بقول مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي إن بلاده لا تسعى الى إنتاج قنبلة نووية لأسباب دينية وأخلاقية، مضيفاً أن "الإيرانيين يعرفون خطوطنا الحمر وهي القرارات الصادرة عن مجلس الأمن حول برنامجهم النووي".
إلى ذلك أعلن أنه لا يعول على صدور قرارات جديدة عن الأمم المتحدة حول إيران يكون لها طابع الالزام، ويرى أنه لا يمكن مقارنة الحرب التي قد يتسبب بها برنامج إيران النووي بما حصل سابقاً في العراق، ففي إيران ستكون الجبهة ممتدة جغرافياً لأن المواقع النووية منتشرة في مناطق ليست قريبة من بعضها بعضاً.
كما أنه "في ايران تيارات متنازعة حول أسلوب التعاطي مع الغرب حول الملف النووي، وبعض هذه التيارات يريد الذهاب بالأمور الى حد انتاج القنبلة النووية".
وختم معلناً من ناحية ثانية رفضه لعروضات "الفرصة الأخيرة" التي يقترح بعض الغربيين إعطاءها لطهران، معتبراً أن الأخيرة ستستغل ذلك لشراء المزيد من الوقت، متسائلاً: "سينتظرون من ستة الى ثمانية أشهر قبل اعطاء الجواب، اذا وافقوا تكون المشكلة قد حلت نهائياً وإذا لم يوافقوا، وهذا هو الأرجح، فكيف سنستطيع إلزامهم".